top of page

"نحن ما عندنا أمية متل غيرنا"

  • Writer: الدكتور أحمد بن حسن الشيخ كاتب و رجل أعمال
    الدكتور أحمد بن حسن الشيخ كاتب و رجل أعمال
  • Sep 16, 2020
  • 3 min read

الدكتعور أحمد بن حسن الشيخ
الدكتعور أحمد بن حسن الشيخ

كتب الدكتور أحمد بن حسن الشيخ...


أتذكر في سبعينيات القرن الماضي، تمر بنا باصات مدرسية نراها في ساعات العصر تجوب الأحياء، وتُمسى باصات محو الأمية، تجمع الطلاب من كبار السن من الجنسين لتذهب بهم إلى مدارس محو الأمية ولتعليمهم القراءة والكتابة ققد كانت نسبة كبيرة من أباء وأمهات تلك الفترة ممن لا يقرأ ولا يكتب، وبفضل توجية القيادة الرشيدة وبُعد نظرهم تحول عدد من من نسميهم بالعامية (ممن لا يفكون الخط) إلى أشخاص اصبحوا خلال سنوات من اصحاب الشهادات والبعض منهم أصبح من المتفوقين وواصل تعليمه حتى واصل إلى الشهادات العليا.


نعم هذه كانت حالنا ولا ننكر ذلك, بل نفخر بما وصلنا إليه اليوم بعد تلك الصعاب, أمي حفضها الله لا تعرف القراءة والكتابة ولم تدخل مدارس اليوم, ولكنها تفتح كتاب الله وقد يسر الله لها قراءته وتتدبر أحرفه, والخوض في معاني كلماته والأخذ من عبر قصصه وهذا فضل الله علينا.


أقول لمن قال "نحن ما عندنا أمية متل غيرنا" أنت بما أنت عليه لا تساوي فهم صفحة واحدة من القرآن مقارنة بوالدتي رغم شهاداتك العليا وخبراتك وعلمك فلا تقل "نحن ما عندنا أمية", فالأمية متجذرة فيك ومن على شاكلتك.


أميتنا علمتنا أن نحرث البحر والصخر والوديان، علمتنا أن لا مستحيل مع الحياة، علمتنا أن الأمل منوط بالتوكل والعمل الجاد، أميتنا يا صاحب الشهادات اوصلتنا إلى الفضاء، وجعلتنا نبني أول مفاعل نووي عربي يا صاحب الشهادات أميتنا التي تستهزء بها هي من سخرها الله لك، أميتنا فيها الكثير الكثير من حاضر اليوم ومستقبل الغد وماضي الأجداد الأوفياء في المقابل يا صاحب الشهادات لنرى ما فعله بك علمك أين أوصلك ذلك العلم الذي كان عندك منذ نصف قرن وما هو وضعك وهنا أتكلم وأكتب تحديداً عن كل خسيس من أمثالك ومن هو على نفس النهج الفكري الذي يحركة الدرهم والدينارعفواً أقصد اليورو والدولار.


يا صاحب الفكر المتعالي أتذّكر تلك الرمال التي كنا نلعب عليها بالقرب من بيوتنا والتي قامت عليها اليوم المباني الشاهقة، وأتذكر تلك الرحلات التي كنا نقوم بها لنُخيم على تلال رميلة بالقرب من دبي، واليوم أصبحت تلك التلال إمتداد طبيعي للتوسع والنهضة العمرانية الحضرية.


يا صاحب الفكر المتكبر جيلنا عاصر نهاية عصر كانت الأحوال فيه بين جهل ومرض وفقر وعاصر بداية عصر اليوم بما فيه العلم والتعلم والطبابة والخير الذي حبانا به رب العزة وفوق كل ذلك عاصر كيف بنى الأباء دولة الإمارات كانت إمارات متناثرة على الساحل وكيف هيئ الله لها رجال مثل الشيخ زايد والشيخ راشد طيب الله ثراهما وباقي إخوانهم لبناء ما عجز عنه الكثير من أمثال فكرك رغم تفوق مقدرتهم علينا مادياً وعلماً.


يا صاحب الشهادات قادتنا رغم عدم حصولهم على شهادات جامعية وشهادات ماجستير ودكتوراه بنوا فينا حب العمل للعمل والاخلاص في العمل لنصل إلى ذلك الإنجاز الذي نريده رسخوا فينا مبدأ العطاء من أجل العطاء ولم يرسخوا فينا مبدأ الأخذ ثم الأخذ ثم الأخذ وأوجدوا فينا الإصرار والعزيمة لكسر كل مستحيل والتغلب على كل العقبات مهما كانت هذه العقبات صعبة, كنا نرى فيهم ذلك الإصرار في تلك المشاريع التي بنوها رغم كل الظروف وذلك الجهد المتواصل ليل نهار لرفعة البلاد والعمل على إيصالها إلى مصاف الدول التي يشار لها بالبنان رغم قلة علمهم وقلة مواردهم وقلة أصحاب الشهادات من أمثالك ممن حولهم.


اليوم نفخر ونحمد الله على تلك النعمة وتلك الهمة وأولئك القادة الفذين الذين اوصلونا إلى ما نحن عليه اليوم رغم أميتنا وقلة مواردنا وصلوا إليه بالصبر والعزيمة بينما بعض حكومات الدول التي كانت تنعم بأفضل الأسباب لم تستطع أن تقدم لشعوبها ما قدموه لنا وأنت وأمثالك خير مثل على ذلك يا صاحب الشهادات.


إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" أحد أبرز الأسباب التي حركت العالم العربي بأكمله وأجمعه بما فعله من تخطيط وتنفيذ لمدينة وصلت خلال عقدين من الزمن من الاقليمية للعالمية رغم قلة الموارد وصعوبة الظروف وتحديات الطبيعة.


وبعد كل هذا يأتي أحدهم ليقول "نحن ما عندنا أمية متل غيرنا" قالوا عيرتني بالشيب وياليتها عيرتني بما هو عار فيا صاحب الشهادات عيرني بما يمكن أن يكون عيباً في سلوكي مثل قبض أثمان قضايا عالقة وجعلها عالقة حتى يستمر الدفع.



الدكتور أحمد بن حسن الشيخ رئيس مركز دبي للتحكيم الدولي, كاتب و رجل أعمال إماراتي ناجح و متميز, المدير العام لشركة حسن بن الشيخ للصناعات التي تعمل في مجال الطباعة و النشر منذ عام 1966 و أيضا في مجال العقارات في دولة الإمارات و بدأ العمل في الشركة منذ عام 1984... ترأس مناصب عديدة في القطاع الحكومي و الخاص.

يحمل الدكتورأحمد بن حسن الشيخ دكتوراه في الاقتصاد من جامعة كوفنتري من بريطانيا ، و ماجستير في الإقتصاد من جامعة دوندي في بريطانيا ، وبكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة الإمارات العربية المتحدة.



Commentaires


bottom of page