top of page

عجمان بين عبق الماضي و نهضة الحاضر

  • Writer: بسمة الجندلي، رئيسة التحرير
    بسمة الجندلي، رئيسة التحرير
  • Aug 29, 2020
  • 10 min read

Updated: Jan 21, 2021


الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى للإتحاد حاكم عجمان

عندما يروي لنا الكبار ذكرياتهم بكل بساطة يفتحون لنا الباب لنعيش أياماً رائعة عاشو فيها و أحبوها رغم الحياة البسيطة في حينها... لم يكن الكبار يعرفون كيف سيكون الحاضر و المستقبل و لكنهم كانو السند لنا فهم من بنو و أسسو هذه الحياة الجميلة التي نعيشها الأن..


لقد إختلف اليوم عن الأمس..كان تاريخاً,عريقاً, بسيطاً, هادئاً و جميلاً في إمارة عجمان الوديعة و هي إحدى الإمارات السبع في دولة الإمارات أبوظبي العاصمة و دبي والشارقة عجمان وأم القيوين ورأس الخيمة والفجيرة.


لقد تغيرت الحياة و تطورت بسرعة في دولة الإمارات لتصبح بمصاف الدول العالمية....فكيف كانت الحياة هنا والى أين وصلت؟ الفرق كبير بين الماضي والحاضر.. حدث فيه كثير من التحولات التنموية و السياسية والإقتصادية والإجتماعية.. لقد تغيرت صور الحياة اليومية و تفاصيلها لكن العودة إلى الماضي ما زالت مغروساة في وجوه الكبار و ضمائرهم وفي الأماكن القديمة وبيوتها و كل شئ فيها.


يروي لنا الأستاذ الفاضل جودت عايش البرغوثي من عجمان تفاصيل حياته في إمارة عجمان التي عاش فيها سنين عمره و أصبحت بلده و داره ووطنه.


البدايات


يقول الأستاذ جودت أو الوالد أبوعايش كما يُحب أن نناديه أنه جاء إلى الإمارات عام 1959 معلما إلى عجمان و كان ذلك على نفقة حكومة قطر ليعمل مدرسا في المدرسة الراشدية الإبتدائية للبنين في الإمارة والتي كانت أول مدرسة تم تأسسيها للتعليم النظامي في عجمان في عام 1958 و كانت تقع مكان مصلى العيد خلف الحصن حالياً.


"أتيت مدرسا للغة العربية و التربية الإسلامية في مدرسة الراشدية للبنين" يقول أبوعايش.


الوالد أبو عايش مولود عام 1938 و يبلغ الأن 83 عاماً قضاها بين التعليم و العمل الحكومي و تربية أبناءه فهو أب لستة من الأبناء و إبنة واحدة و قد تبوأ كل واحد من أبناءه مكانة كبيرة في العمل و المجتمع...



سمو الشيخ حميد و الشيخ عمار بن حميد و الأستاذ جودت و نجله محمد البرغوثي

الشيخ راشد


كان أنذاك الشيخ راشد بن حميد النعيمي رحمه الله هو حاكم إمارة عجمان من عام 1928 حتى وفاته بعام 1981، و هو مؤسس إمارة عجمان الحديثة حيث قام بإنشاء شرطة عجمان عام 1967، شارك في إجتماعات تأسيس الإتحاد، وقد وقع على الدستور المؤقت يوم 2 ديسمبر 1971 وأصبحت عجمان جزء من دولة الإمارات العربية المتحدة وانضم هو كعضو إلى المجلس الأعلى للاتحاد، توفي 6 سبتمبر عام 1981 وخلفه في الحكم إبنه الشيخ حميد بن راشد النعيمي.

الشيخ راشد بن حميد النعيمي رحمه الله

يقول أبو عايش بفخر: " كان الشيخ راشد رحمه الله دائما يقول جودت ولدنا و قد قالها للسفير الأردني آنذاك في الكويت و ذلك عند زيارة السفير للإمارات المتصالحة و كنت و لله الحمد محل ثقة و كفاءة".


تأسيس التعليم


يتحدث أبو عايش عن ذكريات البدايات في خمسينيات القرن الماضي و يقول: " كانت الكويت تتولى التعليم في الإمارات في ذاك الوقت حيث كانت الكويت تتولى التعليم إدارة و إشراف و تتولى إيفاد مدراء المدارس و المدرسين إلى الإمارات و كانت أيضا هناك بعثات تعليمية من قطر و الجمهورية العربية المتحدة أنذاك ( مصر) و كانت البعثات التعليمية كلها تلتقي على هدف واحد و هو أن نعوض جيل الإمارات ما ضاع منه في السنوات الماضية بلا تعليم اللهم إلا في الكتاتيب".



صورة تجمع الشيخ حميد و جودت البرغوثي و مدرسين أخرين




"تجدر الإشارة إلى أن بعثة مصر كانت في الشارقة منذ عام 1954 و ذلك قبل دبي . و كانت بعثة مصر على حساب الحكومة المصرية و كان على الإمارات أن توفر لأعضاء البعثة سكن فقط و يُسجل لمصر هذا الدور العظيم في تزويد التعليم بالتخصصات المختلفة في العلوم و الأداب في دولة الإمارات منذ البدايات".


يقول أبو عايش : "لم أكن متزوجاً عندما أتيت إلى عجمان و في عام 1962 تزوجت و جئت بزوجتي إلى هنا و عشنا في بيت بسيط متواضع".


الأستاذ الفاضل جودت عايش البرغوثي في شبابه


الأستاذ الفاضل جودت عايش البرغوثي

"كنت أعمل مدرساً في مدرسة الراشدية للبنين و ذلك في عام 1959 و كان مدير المدرسة و مؤسسها هو الأستاذ إبراهيم البرغوثي الذي أسس مدرسة الراشدية عام 1958 و هي كما قلت لك أول مدرسة للتعليم النظامي في عجمان و كنا ثلاث مدرسين أنذاك واحد من بعثة الكويت و إسمه عبد السلام السوسي و إثنين من بعثة قطر كنت أنا واحد منهم و المدرس الأخر كان لبناني إسمه رفيق عثمان عبد الملك".

يسترجع أبو عايش ذكريات عمرها أكثر من ستون عاماً و يقول: "كنا نعيش في منازل بسيطة على الطراز العربي و كان يُحضر الماء شخص يسمى (المُروي) و يحضرها على الدواب و كنا بلا كهرباء و لا ماء و كنا نصب الماء في برميل و كنا نشتري الماء في أربعة صفائح و نشتريه بروبية هندية حيث كانت العملة تلك الأيام الروبية الهندية".


"لا يمكن لأحد الأن أن يتخيل كيف كانت تلك الحياة وكيف تأقلمنا بها و معها ؟ حيث كنا نفتقد أبسط الخدمات من وسائل الراحة ووسائل الإتصال والتواصل والترفيه فكان اليوم كأنه أسبوعاً والليل طويلا بظلامه الدامس يخيم على الفريج والبيت من بعد المغرب ولكن ورغم كل هذه الظروف إلا أنها كانت أيام جميلة رغم بساطتها".


يضيف أبوعايش: "كانت حكومة قطر تزود البعثة القطرية في عجمان بثلاجة تعمل على الكاز و فلتر لتنقية الماء و كان طعم الماء يختلف بعد التنقية تماماً. و كان سوق عجمان سوق متواضع فيه بضعة دكاكين صغيرة وسط البلد و كان هناك فريج شرقي و فريج غربي و كلمة فريج باللهجة الإماراتية تعني الحي و كان إلتقاء الفريجين هو في السوق و كان يُباع في هذا السوق السمك و اللومي و الكراث و الرويد و كان فيه مخبز واحد يبيع الخبز (الوقافي) المخبوز على الطريقة الإيرانية و كان المخبز يغلق قبل أذان المغرب و كان الخبز يعد في التنور و لم تكن هناك رقابة صحية لا على الدقيق و لا على الرغيف و لذلك كنا عندما يذهب أي أحد إلى دبي نوصيه أن يحضر لنا خبز لبناني و لم يكن هناك سيارات و الطريق رملي يحتاج إلى لاندروفر السيارة التي كانت متوافره انذاك و كانو يذهبون إلى دبي بالسيارة عن طريق السيف مع مراعاة المد و الجزر".


يحدثنا الوالد أبو عايش عن التعليم قائلا: "لقد أبدى الشيخ حميد إهتماماً بالتعليم و قد حرص على تأسيس مدارس جديدة في كل من مصفوت و المنامة التابعتين إلى إمارة عجمان و ذلك قبل الإتحاد في ستينيات القرن الماضي.

صور من دائرة السياحة في عجمان



أول مدرسة للبنات


و يضيف أبو عايش أنه بعد ذلك كانت المشكلة الرئيسية التي تعترض التعليم في الإمارة عدم موافقة الشيخ راشد رحمه الله على تعليم البنات و كانت البنات أنذاك قليل منهن يذهبن للدراسة في الشارقة و دبي لتلقي العلم في المدارس هناك و أما البعض من البنات في عجمان كن يلجأن للكتاتيب لتعلم القرآن و في النهاية و في النهاية أقتنع الشيخ راشد أن النساء شقائق الرجال و أن طلب العلم فريضة على كل مسلم و مسلمة و كانت الشيخة أم عمار والدة ولي العهد الشيخ عمار رحمها الله حرم الشيخ حميد لها دور كبير في كثرة المراجعة للشيخ راشد لإقناعه بتعليم البنات حتى وافق في عام 1966 لأنه منذ 1958 الى 1966 لم يكن هناك تعليم للبنات في عجمان.


يقول أبو عايش: "تم إستئجار منزل في عجمان وفُتحت أول مدرسة إبتدائية للبنات من صفين صف أول و صف ثاني و تم تعيين الحاجة عايشة من مصر و هي تابعة للبعثة الكويتية تم تعيينها ناظرة للمدرسة و تم تعيين مُدرسة محلية فلسطينية و أسمها عاتكة الخطيب و كانت تتقاضى راتبها من الشيخ حميد و كانت تعمل على مساعدة الناظرة و تقوم بالتدريس في نفس الوقت و كانت عاتكة تقيم في دبي مع شقيقتها و زوج شقيقتها و كانت تأتينا بداية الأسبوع مساء الجمعة و أذهب أنا وزوجتي أم عايش نحضرها من دبي إلى عجمان و كانت تقيم مع المدرسات في بيت الحاجة عايشة التي كانت تقيم لوحدها و تبقى حتى ظهر الخميس التالي ثم نعيدها و قد قلت أنا و زوجتي , و كانت شقيقتهاعلى علاقة طيبة مع عائلتي و هنا انحلت مشكلة الذهاب و الاياب بشكل مضمون و كانت المسافة ليست بعيدة الى دبي و كان الطريق رملي الى هناك و كان يستغرقنا نصف ساعة تقريبا للوصول.




"لقد لمست فرحة الشيخ حميد و الشيخة أم عمار رحمها الله بموافقة الشيخ راشد على تعليم البنات".


يضيف قائلاً: "ثم بعد العام الدراسي الجديد سنة 1967 تم تعيين المدرستين زينة وهبة و سميرة حبوب و كان عضوا البعثة الكويتية محمد الشلبي و محمود عدوي القاضي اللذان يعملان في بعثة الكويت متزوجين من زينة و سميرة اللواتي عملن مُدرسات ثم لاحقا تم تعيين زينة مديرة لمدرسة خديجة للبنات.


"كان إقبال البنات على التعليم يفوق التصور و ثم حولت الراشدية لتصبح مدرسة خديجة للبنات و نقل الاولاد الى مدرسة ابن الهيثم في البطين."


عجمان في خمسينيات القرن الماضي

عندما فتحنا المدرسة كانت بيوت الأولاد تبعد مسافة عشر دقائق فقط عن المدرسة و اريد أن أذكر أنه في بداية 1958 كانت رغبة الأولاد بالذهاب إلى المدرسة بَينَ بَينْ فقام الشيخ حميد يرافقه الناظر إبراهيم البرغوثي بجمع الأولاد من الفريج حتى يلتحقو بالمدرسة. و كانت الكويت تقدم لباسين سنوياُ للأولاد في المدرسة فكان للطالب الواحد بنطال و قميص و حذاء و كانو يقدمون وجبة فطور عبارة عن خبزة صمون و جبنة كرافت و يضيف أبو عايش ضاحكاً: " كانت هذه الوجبة هي مصيدة للأولاد فقد كان الدوام المبكر يحرم الاولاد من الفطور في البيت و لذلك يتم توزيع الساندويشات لهم في المدرسة.

"ما يسعدني أن من قمنا بتدريسهم اصبح لديهم أحفاد وأحفاد أولاد..لقد كبرو و صارو من كبار الشخصيات في الجيش و الحكومة و الجيش و الأمن العام و مجالات أُخرى"


"أما أنا فقد توقفت عن العمل في التعليم عام 1968 لأعمل بشكل كامل مع الشيخ حميد في الديوان."


الماضي


يضيف أبو عايش واصفاً المكان الذي عاش به في البدايات مع زوجته و أولاده: "كان البيت الذي نسكنه صغير جداً و كانت الأجواء حارة جداً و طبعاً لم يكن يوجد تكييف و كانت الحياة متواضعة جداً. كان هناك ثلاجتين واحدة في بيتنا وواحدة في بيت مدير المدرسة و الإثنتان تعملان على الكاز. و أما البعثات الأخرى لم يكن عندهم شئ من هذه الأمور اللهم ما كان على حسابهم الخاص. و كانت الحياة رخيصة جداً و كان هناك بعض الخوف والجوع و لم يكن هناك طعام سوى السمك و كان المدرسين يشتركون في شراء الذبيحة أو يذهبون إلى سوق الشارقة لشراء اللحوم".


الحصن

يقول أبو عايش: "كان الشيوخ في الإمارة يعيشون ببساطة و كرماء و كنا ندخل بيوتهم كأننا عائلة واحدة و ليس هناك حدود بيننا كان الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى للإتحاد حاكم عجمان حفظه الله كان شاباً يافعا في مقتبل الثلاثينات و كان متواضعاً, نشيطاً معروفا بجديته في العمل و إخلاصه ووفاءه و عطاؤه و حبه لعجمان و أهلها"، يضيف أبو عايش و هو يتحدث بحب عن هذه الإمارة التي عشقها و أحبها.

و يضيف قائلاً: " كان الشيوخ يحرصون على راحتنا نحن المدرسين و معنا ناظر المدرسة و يحترموننا و يفعلون كل ما بوسعهم لتوفير ما يقدرون عليه من وسائل الراحة لنا و كانو يقيمون لنا الولائم عند حضورنا لبيوت الشيوخ و الموسرين من أهل البلاد. و كنا عندما نسافر بلادنا في إجازة و عند عودتنا يقيمون المأدب لنا".


تأسيس الديوان


أذكر أنه في تلك الأيام كانت المراسلات الرسمية الحكومية تكتب بخط اليد و كان لها مقدمة تُقرأ للشيوخ و للحكومة و المقدمة كانت تقول: "حضرة الأكرم المكرم حَميد المكارم و الشِيم الأخ فلان " ثم يتم الإنتقال للموضوع ثم يكتب: "الواصل إليكم مُحب الجميع فلان و قد حملناه رسالة شفوية " و كان الذي أحضر الرسالة يقول : "سلامنا على الملازمين و من عندنا يسلمون لطرفكم الملازمون يسلمون".

و أنا وجدت صيغة التراسل هذه صعبة و طويلة و ليست سلسة و لذلك قمت بتغييرصيغة المراسلات في حكومة عجمان لأجعلها سهلة و سلسة وفقا لأساليب المراسلات لتصبح: "وصلنا كتابكم المؤرخ في كذا بشأن الموضوع التالي..و نؤكد إهتمامنا لكم" و أيضا وضعت صيغة ثانية و هي: "موضوع رعايتنا و إهتمامنا...."

متحف عجمان


و ذات يوم على ما أذكر حضر المعتمد البريطاني لزيارة سمو الشيخ حميد و سأله من يكتب رسائلكم الحكومية و ذلك لإعجابه بصياغتها الحديثة و كان المعتمد البريطاني يتقن اللغة العربية لأنه درس في لبنان. و أجابه الشيخ حميد أن الأستاذ جودت يكتب لنا المراسلات و طلب رؤيتي المعتمد البريطاني و قال له الشيخ حميد أن جودت هو مدرس أردني يساعدنا في العمل و أجاب المعتمد البريطاني هكذا تكون المراسلات وفق النظم الحديثة ...و ناداني الشيخ حميد و قال لي أن سعادة المعتمد أُعجب بصيغة الكتاب و كان يحمل معه كتاب صدر من قبلنا تضمن: "غير أنه و بطريقة أو بأخرى، فقد المواطن فلان جواز سفره ووقع الجواز في يد حامله الحالي بعد ماوقع التزوير عليه" و الذي لفت نظر المعتمد قولي في الرسالة الجوابية :" غير أنه بطريقة أو بأخرى فقد حامل الجواز جواز سفره" و قال لي الشيخ حميد أن المكتوب كلام جيد و كان ذاك الوقت عام 1963 و كنت معلماً أقوم بتدريس حصتين في مدرسة الراشدية في اليوم من الساعة 8 الى 9 و نصف صباحاً، ثم أنتقل للعمل في مكتب الحكومة و هو مكتب الشيخ و الذي أصبح الأن يسمى "الديوان".


عملت بهذا النظام بين المدرسة و مكتب الحكومة من عام 1963 إلى 1968 و قد رافقت الشيوخ الشيخ راشد و الشيخ حميد في سفرات رسمية إلى العراق و الكويت و قطر و البحرين فقد ذهبنا إلى الكويت و العراق أيام المرحوم عبدالله السالم الصباح أمير الكويت و المرحوم عبد السلام عارف الرئيس العراقي و بعدها تفرغت للعمل في المكتب الحكومي أو ما يطلق عليه "الديوان الأميري" بشكل تام و ذلك بعد موافقة وزارة معارف قطر لإنتداب للعمل في الديوان.


" و كنت أحضر إجتماعات المجلس الأعلى للحكام التسعة وهم حكام السبع إمارات بالاضافة لقطر و البحرين. "


الشيخ راشد في زيارة رسمية للكويت

و من هنا أسست الديوان الأميري في عجمان وفق أسلوب حديث المراسلات و الصادر و الوارد و كل ما يتعلق بالديوان و قد طبعنا المراسلات على أوراق رسمية لأول مرة بمسمى "الديوان الأميري" بنظام مراسلات و مكاتبات و طباعة و كان لدي سكرتير خاص و بدأت العمل هناك من عام 1968 و انتقلت للعمل داخل الديوان و حضرت إجتماعات المجلس الأعلى التُساعى و مثلت عجمان في لجنة الدستور الإتحادي المؤقت و في لجنة التربية و التعليم و لجنة الصحة و كانت هذه اللجان تنعقد في الإمارات و قد انعقدت لجنة التربية و التعليم لأول مرة في قطر في الدوحة، في رمضان شهر 2 عام 1968 ولجنة الصحة عقدت في البحرين و كان يمثل البحرين الدكتور علي فخرو و هو طبيب و كاتب و متحدث بارع و أما لجنة الدستور فكان انعقادها في أبوظبي و كان مرجعي الشيخ حميد في كل ما يتعلق بالموضوعات و أوافيه بنتائج الإجتماعات."

الشيخ راشد و أمير الكويت عبد الله السالم الصباح و الشيخ حميد

الشيخ حميد


لقد عشت مع الشيخ حميد أطال الله بعمره منذ عام 1959 إلى الأن، إنه رجل وَفي و مُتواضع و رجل يهتم بالعلم و التعليم و الصحة و ذكي و فطن، أذكر أنه كان المستشفى الكويتي بعجمان منزل مؤجر في عام 1962 و من ثم بَنَت الكويت مبنى خاص للمستشفى في عام 1964 و ذلك بمتابعة الشيخ حميد شخصياً و بالإضافة لهذا، كان الشيخ حميد مهتماً بتوصيل الماء و الكهرباء للبيوت و توفير سبل الراحة للسكان.


الشيخ راشد أثناء زيارة رسمية

فجر الشيخ زايد

وعندما هَلَ فجر جديد في حكم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله سنة 1966 أصبحت عجمان بعدها تنهض بفضله أيضا و تم تَعبيد أول طريق, كما تم توصيل خط أنابيب للمنازل للمنازل و بدأت الحياة تتطور بسرعة و تتغير و ذلك إنطلاقا من إهتمام الشيخ حميد و متابعته. و أفتتحت المدارس و العديد من الجامعات التي تجاوز عددها ست جامعات في الامارة. .


لقد قد فوض الشيخ راشد إبنه الشيخ حميد في الأمور كلها كولي عهد رسمي إعتبارا من عام 1962 و ذلك كان بمناسبة سفر الشيخ راشد إلى لندن تلبية لدعوة من حكومة صاحبة الجلالة الملكة إليزابيث ملكة بريطانيا، و عندها دعا الشيخ راشد الوجهاء و الأعيان في الإمارة إلى منزله و قال لهم : "الشيخ حميد هو ولي عهدي"...و كان الشيخ حميد جديراً بالمنصب و جديراً بالثقة، لأنه صاحب رؤيا و كان أيضا محبوباً و معروف عنه التواضع و الإهتمام بعجمان و السعي على أن تطور وأن تصل إلى مكانة عظيمة..و قد حقق هذا لتصبح عجمان هي الإمارة الرابعة في الدولة بعد أبوظبي و دبي و الشارقة، و هذا حدث نتيجة وعي الشيخ حميد الذي كان وعيه عميق جداً حتى غدت عجمان بهذا الشكل المتطور و الجميل، و لها أهمية كبرى في قلب الخليج العربي.


خلال زيارة رسمية للكويت و يظهر في الصورة الأستاذ جودت الأول على اليمن من الخلف


Comments


bottom of page