دولة الإمارات كانت ولا تزال مهد للسلام ونموذجا عالميا للإنسجام الثقافي والإجتماعي
- بسمة الجندلي، رئيسة التحرير
- Aug 12, 2020
- 4 min read
Updated: Sep 3, 2020
لقد علمنا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أن الإنسان هو أساس أية عملية حضارية و هو رحمه الله الذي قال: “أن الإهتمام بالإنسان ضروري لأنه محور كل تقدم حقيقي مستمر فمهما أقمنا من مباني ومنشآت ومدارس ومستشفيات ومهما مددنا من جسور فإن ذلك كله يظل كياناً مادياً لا روح فيه …الروح الحقيقية وراء التقدم هي الروح البشرية.”
و إنطلاقا من رؤية الشيخ زايد “طيب الله” ثراه فإن دولة الإمارات العربية المتحدة التي يتكون نسيج سكانها من كافة الأطياف و الأجناس قد عززت وجود جميع من يقيم على أرضها ومنحتهم بيئة حرة لتحقيق طموحاتهم و توقعاتهم حيث تضم دولة الإمارات أكثر من 200 جنسية تنعم بالحياة الكريمة والإحترام والمساواة و يعيشون في وئام تام. لقد شجعت حكومة الإمارات الجميع على إحترام الهوية الثقافية لبعضهم البعض و أكدت على أهمية التعايش المشترك تحت جناح الإنسانية التي هي من أهم السمات المميزة لدولة الإمارات التي تعتبر مثال عالمي لما يعنيه تمكين المواطنين و المقيمين على حد سواء من أن يكونوا بروح و قلب واحد.
و لاننسى أن لدولة الإمارات دورا حيويا تلعبه في الجهود الدولية لتحقيق السلام العالمي وتوطيد التسامح والحوار والتعايش لتحقيق الأمن والسلامة والاستقرار لجميع شعوب العالم مما جعل الإمارات قرية عالمية حقيقية يتعلم فيها كل أنسان العيش في سلام ووئام…
أن هذا الوئام ممكنا فقط هنا لأن دولة الإمارات توفر مناخا من السلام والتفاهم حيث أن "الدين أو الجنسية ليست عائقا أمام أحد. وإن التنوع والانسجام في النسيج الإجتماعي في المجتمع الإماراتي، يعكس أروع تناغم لأنه يقدم أرضية مشتركة في الإمارات العربية المتحدة، سواء للجميع للعيش و العمل.
لقد قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بهذه المناسبة أن تعين وزيرا للدولة للتسامح "سيغرس التسامح كقيمة أساسية للمجتمع"
لقد أكد سموه أنه: لا يمكن أن نسمح بالكراهية في دولة الامارات، ولا يمكن أن نقبل بأي شكل من أشكال التمييز بين أي شخص يقيم عليها، أو يكون مواطناً فيها.
أن وجود وزارة التسامح يدعم موقف الدولة نحو ترسيخ قيم التسامح، و قبول الآخر، فكرياً وثقافياً ودينياً كقيمة أساسية في المجتمع على الصعيدين المحلي والعالمي.
إن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت ولا تزال مهد للسلام ورمز للإنسجام ونموذجا عالميا للتوافق الثقافي والإجتماعي بين كافة أفراد المجتمع و إن الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والآباء المؤسسين لدولة الأمارات حرصوا على جعل قيم السلام و الإنسانية فلسفة وطنية تهدف إلى تحقيق الرخاء والسعادة للبشرية جمعاء.
لقد سعى حكام دولة الأمارات لترسيخ التسامح بين الناس من خلال إطلاق العديد من القرارات و المبادرات الدولية التي تدعم السلام و ترسخ الأمن والسلم العالميين، وتحقق العيش الكريم للجميع, و من أهم هذه القرارات إطلاق جائزة الشيخ محمد بن راشد للتسامح و جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للسلام العالمية، التي تنطلق من التعاليم الإسلامية، وتتجلى فيها معاني التسامح و تقبل الأخر، فضلاً عن دورها في خلق قنوات للتواصل مع شعوب العالم كافة، و تعد تعزيزاً للعلاقات الدولية، وتحقيقاً للسلام العالمي الذي تسعى له دولة الإمارات جاهدة.
و من أجل تعزيز مكانة التسامح و المساواة في البلاد فقد أصدرت دولة الإمارات قانونا إتحاديا لمكافحة التمييز والكراهية يمنع المواطنين والمقيمين على حد سواء من التمييز ضد أي شخص على أساس طائفي أو عرقي أو عقيدة أو ثقافة أو دين وجرمت قوانين الدولة الكراهية والعصبية و النعرات الطائفية. كما أطلقت الدولة أيضا البرنامج الوطني للتسامح وأسست عدة مراكز لمكافحة التطرف والإرهاب منها مركز هداية العالمي. و تعتبر إمارات الدولة السبع كافة عاصمة عالمية تلتقي فيها حضارات العالم لتعزيز السلام بين الشعوب.
بالإضافة لهذا فقد اعتمد مجلس الوزراء في يونيو من العام ٢٠١٦ البرنامج الوطني للتسامح ، بهدف نشر قيم السلام والتعايش و إظهار الصورة الحقيقية للاعتدال، واحترام الآخر، و ويرتكز هذا البرنامج الذي على تعاليم الإسلام و الدستور الإماراتي والأخلاق الإماراتية و التاريخ و القيم و الفطرة الإنسانية و إرث الشيخ زايد و المواثيق الدولية.
ويعمل البرنامج الوطني للتسامح بالتعاون مع الجهات الاتحادية، والمحلية ضمن خمسة بنود رئيسة تركز على دور الحكومة كحاضنة للتسامح و ترسيخ دور الأسرة و ترابطها في بناء المجتمع و تعزيز التسامح بين جيل الشباب وحمايتهم من التعصب والتطرف بكافة أشكاله و إثراء المحتوى العلمي والثقافي و الإنساني و المساهمة في الجهود الدولية للتسامح، وإبراز دور الدولة الكبير في هذا المجال.
أن حكام الدولة حفظهم الله شجعوا و سعوا للإنسجام بين الناس و هم يهتمون بسلامة الشعب وأمنه، ويبذلون جهودا واسعة في تحقيق السلام و التشجيع على نشر الوعي الثقافي والسلوك الحضاري والأخلاق الحميدة بين الناس الذين يتوافقون مع بعضهم على الرغم من الإختلافات الكبيرة في دياناتهم ولغاتهم وخلفياتهم الإجتماعية و جنسياتهم, أن هذه هي نعمة من الله تستحق الإمتنان من كل أولئك الذين يقيمون في هذا البلد.
أن هذه الحياة المريحة والسلمية هي التي نطلب من الله و ندعوه أن يمكننا من الحفاظ عليها لأنها تعني الكثير ، فالجميع يستمتع هنا بالإنصاف في المعاملة فضلا عن منع الظلم والكره وغير ذلك من الأعمال البغيضة التي تؤدي حتما إلى القلق والمشاكل والإضطرابات بين الناس و هي الأسباب التي تجعل دولة الإمارات دولة تسامح و سلام.
لقد عشت في دولة الإمارات لأكثر من ٣٠ عاما، وقد تعلمت أفضل تقاليد السعادة والتسامح و السلام و تقبل الأخر فقد عززت حكومة الإمارات الاحترام المتبادل بين الجميع و هنا تعلمنا التوافق مع بعضنا البعض واحترام وجهة نظر الجميع و تقدير روح التسامح والإندماج في الحياة اليومية بسلاسة و يسر.

Comments