top of page
Writer's pictureالدكتور أحمد بن حسن الشيخ كاتب و رجل أعمال

تكميم الأفواه



كتب الدكتور أحمد بن حسن الشيخ...


كنا نعتقد أن النظام الدكتاتوري قد ولى زمانه إلى غير رجعة, لكن الواقع أوضح لنا بشكل قاطع بأننا في أول الطريق مع نوع جديد من دكتاتورية تكميم الأفواه.


مواقع التواصل الإجتماعي انتشرت بفرضية أنها العالم الافتراضي الذي يتحدث فيه الشخص بكل حرية وإبداء الرأي, وبشكل يحميه من سلطات هذا أو ذاك البلد الذي يحكم قادته السيطرة على شعوبهم حتى أصبحوا يعدون عليهم أنفاسهم التي يتنفسونها.


ثم بدأت تظهر لنا بعض التحكمات التي يطلبها هذا أو ذاك الموقع وتفهمنا كل ذلك بهدف أن هناك ذوق عام يجب احترامه ولكن لم نتوقع في يوم من الأيام أن تحجب مواقع التواصل الإجتماعي المقاطع التي تتحدث عن بعض الأمور التي تفضح بعض المجموعات, أو أن تحجب مقاطع لأطباء يناقشون ما يخالف توجه منظمة الصحة العالمية فهذه طروحات بين عدة فرق فكرية يستنير بها البعض لتكوين فرضيته التي يقتنع بها, بل و أكثر من ذلك, بأن تتجه "جميع" مواقع التواصل الإجتماعي إلى حجب حساب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وكأن مواقع التواصل الإجتماعي تُدار بيد أو من طرف شخص واحد ذو طبيعة دكتاتورية وهو الذي أعطى الأمر لعدم تواصل ترامب مع الجمهور العريض وحجبه عن الظهور.


هذا الأمر يجعلني أراجع الكثير من فهمي لهذه المواقع ..


هل فعلا هدفها خدمة شعوب العالم في زيادة حريتها في التعبير .. أم السيطرة عليهم؟


هل فعلا يرغبون بنقل المعلومة وضدها للنقاش الهادف الذي يخلص منه الفرد إلى قناعات معينة .. أم هدفهم (قَالَ فِرۡعَوۡنُ مَاۤ أُرِیكُمۡ إِلَّا مَاۤ أَرَىٰ وَمَاۤ أَهۡدِیكُمۡ إِلَّا سَبِیلَ ٱلرَّشَادِ) [سورة غافر 29]


هل سنكون بعد عدة سنوات ومن خلال مواقع التواصل الإجتماعي .. منتمين لشعب واحد يحمل IP address .. وهو جواز سفرنا المستقبلي؟!


هل سيتم طردنا من هذا أو ذاك الموقع عندما نقول ما نقتنع به ويختلف عن توجه "أصحاب" الموقع .. وبالتالي حرماننا من التواصل مع البقية؟!


هذه وغيرها من التساؤلات وردت لذهني .. وأنا على يقين بأنكم تحملون مثلها .. بل وأكثر!


أعتقد أننا مقبلون على تكميم للأفواه بشكل جديد .. وهذا التكميم الجديد لا تقوده دول أو حكومات .. بل حكومات "أو حكومة" مواقع التواصل الإجتماعي "الخفية".


الدكتور أحمد بن حسن الشيخ رئيس مركز دبي للتحكيم الدولي, كاتب و رجل أعمال إماراتي ناجح و متميز, المدير العام لشركة حسن بن الشيخ للصناعات التي تعمل في مجال الطباعة و النشر منذ عام 1966 و أيضا في مجال العقارات في دولة الإمارات و بدأ العمل في الشركة منذ عام 1984... ترأس مناصب عديدة في القطاع الحكومي و الخاص.

يحمل الدكتورأحمد بن حسن الشيخ دكتوراه في الاقتصاد من جامعة كوفنتري من بريطانيا ، و ماجستير في الإقتصاد من جامعة دوندي في بريطانيا ، وبكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة الإمارات العربية المتحدة.

תגובות


bottom of page