الهرولة الشعبية تجاه الإتفاق الثلاثي
- الدكتور أحمد بن حسن الشيخ كاتب و رجل أعمال
- Sep 4, 2020
- 3 min read

بقلم الدكتورأحمد بن حسن الشيخ-
استقبلت الإمارات أولى الرحلات الجوية من تل أبيب وتزايدت حدة البعض في عداوته للإمارات لست هنا لادافع عن الإتفاق الثلاثي فقد كتبت في ذلك سابقاً .بل أكتب لأبين للبعض ما قد يكون غاب عنه للمرة الثانية في ظل تسارع الأحداث من حولنا.
كلنا كمسلمين نؤمن بأن القرآن هو الكتاب الصحيح والذي نرجع إليه في المحن والشدائد والأمور التي نقف عندها حائرين بأن ما جاء في القرآن إنما هو الحق من ربنا ومن هذا المنطلق يقول تعالى: (وَقُلۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِۦ لِبَنِیۤ إِسۡرَ ٰۤءِیلَ ٱسۡكُنُوا۟ ٱلۡأَرۡضَ فَإِذَا جَاۤءَ وَعۡدُ ٱلۡـَٔاخِرَةِ جِئۡنَا بِكُمۡ لَفِیفࣰا)
وهذه آية واضحة صريحة تفيد بعدة أمور الأول قال تعالى أنه بعد موسى عليه السلام سوف يسكن بني إسرائيل الأرض ولم يتم تحديد هذه الأرض ولم يحدد موقع معين فهم شتات في مختلف بقاع أرض الله.
الأمر الثاني عندما يحين أمر الله في الوعد الثاني سيتم جمعهم من مختلف بقاع العالم رغم شتاتهم ويُجمعون في (منطقة , مدينة, دولة) بمعنى مكان واحد يجمعهم وبناء على الآية يجتمع اليهود ويتم إعطائهم فلسطين كدولة لليهود والتي سُميت بإسرائيل.
فقيام دولة إسرائيل حتمي لا يقبل الجدل فيه والتعامل مع تلك المجموعة أيضا حتمي بسبب وجودهم لكن كيفية التعامل أمر مهم.
الإمارات دولة تقوم على سياسات يعتمدها ولي الأمر نقول فيها سمعاً وطاعة فهناك أمور تخفى علينا وتظهر لولاة الأمر ونحن لا نعرفها ومعرفتها لن تنفعنا أو تضرنا لذلك نسلم بالأمر كما جاء به ولاة الأمر.
يجب أن لا ننسى أيضا بأن أرض فلسطين هي أرض عربية مسلمة مُحتلة وهذا أمر يجب أن يبقى بالذاكرة حتى وإن كان هناك سلام.
ما أستغربه هرولة البعض الغير معقولة إلى هذا التطبيع .وكأن هذا الحاجز الذي كان بيننا وبين إسرائيل كان غصباً عن جزء من الشعب وكأن التطبيع أظهر لنا بهذه الهرولة بأن التطبيع كان يجب أن يوجد منذ سنين طويلة هناك دول وقعت معاهدات سلام ولكن شعبها وحتى اليوم لم يهرول إليهم بهذا الشكل وبقي متوازن في تعامله مع دولة إسرائيل.
علينا الإطلاع على الإنجيل والتوراة لنتعرف على بعض ما يؤمن به اليهود والنصارى بالمختصر اليهوم وبعض النصارى يؤمنون بعودة عيسى عليه السلام فهو مخلصهم .. وحتى يرجع عيسى يجب أن تكون لليهود دولة ويجب أن يكثر الهرج والمرج (القتل) في شعوب المنطقة وبعض اليهود يرى في قيام دولة إسرائيل هو نهاية فعلية لليهود وبعضهم يرى في تحديد القدس عاصمة لهم نهاية دولة اليهود.
وكذلك لهم أيمان كامل بوقوع حرب كبيرة مع المسلمين بشرط أن تمتلئ المساجد في صلاة الفجر لذلك بعضهم يراقب المساجد وخاصة صلاة الفجر وكيف حال المسلمين فيها .. ومن يقول غير ذلك منهم .. فهو إما يجهل دينه (وهم متعمقين في الدين) أو كذاب أشر.
علينا كذلك قرأة القرآن والتمعن في آياته .. واليهود أكثر أمة ورد ذكرها في القرآن .. وذِكرهم أغلبه كان مقروناً بأفعالهم السلبية فقد قال تعالى (وَإِذۡ قُلۡتُمۡ یَـٰمُوسَىٰ لَن نُّؤۡمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى ٱللَّهَ جَهۡرَةࣰ فَأَخَذَتۡكُمُ ٱلصَّـٰعِقَةُ وَأَنتُمۡ تَنظُرُونَ)
(وَقَالَتِ ٱلۡیَهُودُ یَدُ ٱللَّهِ مَغۡلُولَةٌۚ غُلَّتۡ أَیۡدِیهِمۡ وَلُعِنُوا۟ بِمَا قَالُوا۟ۘ بَلۡ یَدَاهُ مَبۡسُوطَتَانِ یُنفِقُ كَیۡفَ یَشَاۤءُۚ وَلَیَزِیدَنَّ كَثِیرࣰا مِّنۡهُم مَّاۤ أُنزِلَ إِلَیۡكَ مِن رَّبِّكَ طُغۡیَـٰنࣰا وَكُفۡرࣰاۚ)
(فَبَدَّلَ ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ قَوۡلًا غَیۡرَ ٱلَّذِی قِیلَ لَهُمۡ فَأَنزَلۡنَا عَلَى ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ رِجۡزࣰا مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ بِمَا كَانُوا۟ یَفۡسُقُونَ)
في الآيات الثلاث السابقة تجرأت فيها اليهود على الله نفسه فكيف بهم على عباد الله هذه طبيعتهم ولن تتغير مهما حصل وخير شاهد على ذلك قتل الفلسطينيين.
كما جاءت بعض الآيات تتنبأ عن من يخالفهم في العقيدة .. كما في قاله تعالى (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَ ٰوَةࣰ لِّلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلَّذِینَ أَشۡرَكُوا۟)
(وَدَّ كَثِیرࣱ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَـٰبِ لَوۡ یَرُدُّونَكُم مِّنۢ بَعۡدِ إِیمَـٰنِكُمۡ كُفَّارًا حَسَدࣰا مِّنۡ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُمُ ٱلۡحَقُّۖ فَٱعۡفُوا۟ وَٱصۡفَحُوا۟ حَتَّىٰ یَأۡتِیَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِ)
(وَقَالَتِ ٱلۡیَهُودُ وَٱلنَّصَـٰرَىٰ نَحۡنُ أَبۡنَـٰۤؤُا۟ ٱللَّهِ وَأَحِبَّـٰۤؤُهُۥۚ قُلۡ فَلِمَ یُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُمۖ بَلۡ أَنتُم بَشَرࣱ مِّمَّنۡ خَلَقَۚ یَغۡفِرُ لِمَن یَشَاۤءُ وَیُعَذِّبُ مَن یَشَاۤءُۚ وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَیۡنَهُمَاۖ وَإِلَیۡهِ ٱلۡمَصِیرُ)
في هذه الآيات السابقة تتضح توجهات اليهود لمن خالفهم في العقيدة خاصة المسلمون.
وقال تعالى مخاطباً المؤمنين (یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ)
خلاصة الحديث أن قيام دولة إسرائيل بعد شتاتهم واقع والتعامل الرسمي حق لكل دولة أن ترسم سياستها بما تراه يخدم مصلحة الدولة وشعبها واقتصادها .. بينما على الشعوب أن تُبقي على توازن في التعامل بشكل عام.
دكتور أحمد بن حسن الشيخ رئيس مركز دبي للتحكيم الدولي, كاتب و رجل أعمال إماراتي ناجح و متميز, المدير العام لشركة حسن بن الشيخ للصناعات التي تعمل في مجال الطباعة و النشر منذ عام 1966 و أيضا في مجال العقارات في دولة الإمارات و بدأ العمل في الشركة منذ عام 1984... ترأس مناصب عديدة في القطاع الحكومي و الخاص.
يحمل الدكتورأحمد بن حسن الشيخ دكتوراه في الاقتصاد من جامعة كوفنتري من بريطانيا ، و ماجستير في الإقتصاد من جامعة دوندي في بريطانيا ، وبكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة الإمارات العربية المتحدة.
Commentaires