top of page

الفرق بين الأزمة المالية ل 2008 و أزمة كوفيد-19

  • Writer: الدكتور أحمد بن حسن الشيخ كاتب و رجل أعمال
    الدكتور أحمد بن حسن الشيخ كاتب و رجل أعمال
  • Oct 10, 2020
  • 3 min read


 الدكتور أحمد بن حسن الشيخ
الدكتور أحمد بن حسن الشيخ


كتب الدكتور أحمد بن حسن الشيخ...


هناك فرق كبير بين الأزمة المالية في 2008 وبين الأزمة الحالية, وحتى نتعرف على الفرق بين الأزمتين علينا التعرف على أسباب الأزمتين وتأثيرها الجغرافي ونتائج وتأثير كل أزمة على حده.


فأزمة 2008 كان سببها الرئيسي فاقعة الديون العقارية والأدوات المالية Derivative والتي كانت تسوقها البنوك الأمريكية بالتحديد دون التأكد وفي بعض الأحيان بعلم البنوك بسوء وضعية تلك الأدوات المالية. وتأثيرها الجغرافي كان واضحا على المستوى العالمي، تصور معي خارطة العالم مفرودة أمامك، على اليسار أمريكا باللون الأحمر المركز ثم في الوسط أوروبا كذلك باللون الأحمر، تليها روسيا باللون البرتقالي وممتدة على اليمين حتى تصل إلى الصين والدول المجاورة ليصبح اللون أخضر في الشرق الأقصى. في منطقة الشمال الأوروبي بين اللون الأصفر والأخضر، كما أن منطقة الشرق الأوسط وقارة إفريقيا كلها كانت بين اللون الأصفر والأخضر. أما أستراليا ونيوزيلندا كانت باللون الأخضر.


من الخارطة الذهنية يمكنك تصور نصف الخارطة بين اللون الأحمر والبرتقالي وهذا في الدول المتقدمة مثل أوروبا وأمريكا, بينما النصف الثاني من الخارطة هو بين اللون الأصفر والأخضروقد تكون المناطق الحغرافية فعلياً أكثر من نصف الكرة الأرضيه, بينما التأثير الفعلي قد يكون على القوة الشرائية حيث المناطق الأكثر تضرراً هي المناطق ذات الحركة الإقتصادية الأكبر.


الحلول المطروحة في أزمة 2008 كانت عبارة عن حزمات مالية financial stimulus لتحريك الإقتصاد والتي أتت بنتائج أضعف مما كان متوقعاً كما أن أثرها الفعلي امتد إلى ما يقارب السنة بينما الموجات الناتجة عن الأزمة بقيت لأكثر من عام.


كوفيد-19 شكل أزمة مختلفة تماماً عن الأزمة المالية و بالنظر إلى خارطة العالم فكل دول العالم دون إستثناء تشكلت إقتصادياً إما باللون الأحمر القاتم أو الأحمر الفاتح وبعض الدول كانت باللون البرتقالي ولم تكن هناك دول ذات إقتصاد رائج خلال هذه الفترة. كما أن تأثير هذه الأزمة يأتي على نواحي كثيرة .. منها الصحية والتي اقعدت اغلب البشر في منازلهم لمدد مختلفة أقلها كانت أربع أسابيع عالميا, أضف توقف العمل وخسارة جزء من رواتب البشر أو خسارة وظائفهم, كما أن التأثر النفسي والخوف الذي أصبح جزء من حياة بعض البشر لن يذهب بين ليلة وضحاها بل يحتاج إلى مدة طويلة لتخطي ذلك الخوف, وهذه المدة قد تمتد إلى أعوام ليتخطاها البشر. والخوف الذي أصبح يلازم كل الأطراف من حكومات وأفراد وقطاعات مختلفة, ماذا لو كانت هناك موجة ثانية, وأشد فتكاً؟!


الحلول المطروحة لأزمة كوفيد-19 تكلفتها المادية أعلى بكثير من تكلفة أزمة 2008 كما أن آثارها لن نراها فعليا لأنها سوف تغطي خسائر ليستمر القاطع الخاص في العمل بينما نتائج العمل في حد ذاته لن تكون موجودة بسبب قلة الطلب في الوقت الحالي بمعنى أخر مع كل الجهود المبذولة من قبل حكومات العالم حجم القطاع الخاص في دول العالم المختلفة سوف يتقلص بسبب إنخفاض الطلب العام.


المخرج من أزمة كوفيد-19 هو البحث عن توجهات ورغبات البشر التي تولدت خلال الأشهر الماضية وإستغلال هذه الفرص لإنشاء مشاريع جديدة لتعود بالنفع بدل بعض القطاعات المتضررة.


بالإضافة إلى تحمل الجميع جزء من الخسائر الت مرت علينا جميعاً فالقطاع الخاص يتحمل خسارته خلال فترة الإغلاق والأفراد يتحملون جزء من خسارة انقطاع عملهم أو البحث عن عمل جديد والحكومات تتحمل الجزء الأكبر في بما قدمته من محفزات إقتصادية خلال الفترة الماضية.


هذا شرح مبسط لبعض نقاط الفروق بين أزمتي 2008 و 2020 المالية.


الدكتور أحمد بن حسن الشيخ رئيس مركز دبي للتحكيم الدولي, كاتب و رجل أعمال إماراتي ناجح و متميز, المدير العام لشركة حسن بن الشيخ للصناعات التي تعمل في مجال الطباعة و النشر منذ عام 1966 و أيضا في مجال العقارات في دولة الإمارات و بدأ العمل في الشركة منذ عام 1984... ترأس مناصب عديدة في القطاع الحكومي و الخاص.

يحمل الدكتورأحمد بن حسن الشيخ دكتوراه في الاقتصاد من جامعة كوفنتري من بريطانيا ، و ماجستير في الإقتصاد من جامعة دوندي في بريطانيا ، وبكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة الإمارات العربية المتحدة.




Comments


bottom of page