الطيران .. شريان العالم

كتب الدكتور أحمد بن حسن الشيخ...

شخصياً كنت أعتقد أن شريان الحياة الإقتصادية في عالم اليوم هو الطرق المعبدة والتي تصل المدن والقرى والبلدان وقد ذكرت ذلك في إحدى ندواتي والمثل الذي ضربته أن الهند أو دول إفريقيا تستطيع زيادة نمو إقتصادها بزيادة قد تصل 2% على النمو الإقتصادي الطبيعي في ذات البلد إذا أصلحت وعبدت الطرق ذات الحُفر في عواصمها وشوارعها التي تربط المدن ببعضها البعض.

كوفيد-19 غير ذلك المفهوم والإعتقاد عندي فأصبحت أرى الطيران هو عصب الحياة وشريانها اليوم, فالطيران اليوم أصبح يربط العالم بالعالم لأي نوع من أنواع السفر, فالبعض رغبته في السفر للإستجمام والأخر بهدف التجارة والثالث بهدف التعليم ومنهم بهدف الطبابة وبعضهم بهدف حضور المعارض أو حضور إجتماعات أو غيرها من الأسباب.

وعند سفر الأفراد يزيد إنفاق الفرد منا في تلك السفريات, فمثلاً زيارتي للمطاعم تكثُر في السفر وكذلك مشترياتي وقس ذلك على باقي الأفعال اليومية ولذا أصبحت دول العالم يرتبط إقتصادها بالسفر وقامت على ذلك مؤسسات وشركات لخدمة ذلك الإنتقال من دولة إلى أخرى.

أزمة كوفيد-19 أظهرت لنا أن توقف الطيران بين دول العالم أثرعلى الإقتصاد العالمي الكلي وسبب خسائر كبيرة ليس فقط في قطاع الطيران أو السياحة بل تعدى ذلك إلى التأثيرعلى الشركات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتي تمثل في أي إقتصاد أكثر من 70% على أقل تقدير ومن هذه القطاعات المطاعم والمراكز التجارية والمحلات العامة في الشوارع بكافة أنواع أنشطتها وشركات الصرافة حتى المزارعين تأثروا بسبب عدم إمكانية شحن منتجاتهم الزراعية بالإضافة إلى أنشطة أخرى.

عودة الطائرات للتحليق يعني عودة الحياة الإقتصادية لدول العالم وعودة ذلك التناغم في الأسواق بين جنسيات مختلفة في دول العالم المتفرقة.

تساؤلات تطرح نفسها ..

• هل العالم مستعد للدخول في فتح المطارات وأخذ المخاطرة في ظل موجة ثانية قادمة كما يدعون؟

• هل الأفراد لديهم الإستعداد لأخذ مثل هذه المخاطرة في ظل الظروف الحالية؟

• هل لازال هناك عدد من البشر لديهم الرغبة في السفر؟

والأهم بعد الخروج من الجائحة ..

• هل لديهم المقدرة المالية بعد ما حدث من استقطاعات من الرواتب واستغناء عن عدد من الموظفين؟

• الإجابة على هذه التساؤلات توضح مدى سرعة التعافي الإقتصادي في مختلف بلدان العالم

• عالميا وكما نرى لازالت شبكة الربط العالمي "الطيران" ترزح تحت وطأة تأثير نتائج الجائحة والتأثير النفسي لما بعد المعاناة والأمر سيطول حتى تنتهي مثل هذه الأمور النفسية والمالية المرتبطة بين البشر ونتائج الجائحة.

الدكتور أحمد بن حسن الشيخ رئيس مركز دبي للتحكيم الدولي, كاتب و رجل أعمال إماراتي ناجح و متميز, المدير العام لشركة حسن بن الشيخ للصناعات التي تعمل في مجال الطباعة و النشر منذ عام 1966 و أيضا في مجال العقارات في دولة الإمارات و بدأ العمل في الشركة منذ عام 1984... ترأس مناصب عديدة في القطاع الحكومي و الخاص.

يحمل الدكتورأحمد بن حسن الشيخ دكتوراه في الاقتصاد من جامعة كوفنتري من بريطانيا ، و ماجستير في الإقتصاد من جامعة دوندي في بريطانيا ، وبكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة الإمارات العربية المتحدة.

Twitter

Facebook