كتب الدكتور أحمد بن حسن الشيخ
يرجع عالمنا العربي في أغلبه إلى ارتباطه بالبدواة والذي كان أغلب أفراده لا يقرأون ولا يكتبون و هذا إلى عهد قريب, وفي قرائتي في تاريخ الدولة الأموية الأولى والدولة العباسية وما تلاهم وجدت أن أغلب الخلفاء والأمراء كانوا يستمعون إلى الشعراء وكثير من هؤلاء الخلفاء و الأمراء كان يكتب الشعر مما وَلدَ لدينا نحن العرب حب كتابة وقول الشعر وترديده, وهذا الأمر أثر بشكل كبير على عدم تدوين الأحداث بشكل دقيق ودائم.
حتى يومنا هذا نرى أن كثير من الأحداث التي مرت في مناطق مختلفة في الوطن العربي تُروى على شكل قصص و للأسف ليس هناك تدوين لكثير من الأحداث التي مرت بها أمتنا في أغلب بقاع الوطن العربي.
أضف إلى ذلك الثقافة السمعية التي أثرت علينا كعرب على كافة المستويات مما جعلنا نسمع دونما التأكد من صحة الخبر وحدوثة, وهذا بدوره كان له تأثير على قرارات بعض المسؤولين بشكل كبير , فبعض المسؤولين سماعون لكل ما يٌقال لهم عن من حولهم دون التأكد مما يقال.
الثقافة السمعية تجذب إليها الأفراد لسهولتها فهو قول دون كتابة وهذه السهولة تولد إختفاء كثير من الأحداث التاريخية بسبب عدم تدوينها فأي حدث يمضي عليه الوقت سيكون في ذاكرة الجيل الذي يلي الجيل الذي عاصر الحدث و مع مرور الزمن يبدأ الحدث بالتلاشي إن لم تم حفظه من خلال قصائد تُردد إلى يومنا هذا وهناك القليل القليل مثل تلك القصائد.
نحتاج إلى أن نوثق كل الأحداث التي نسمع عنها من الأجيال السابقة وعلينا أن نجمع تلك الوثائق لمقارنتها وأخذ المتوافق منها .. حتى يكون لدينا أرشيف صحيح لكل الوطن العربي وحينها أعتقد أننا سنفاجأ من الأحداث المختلفة على الأقل على مستوى بعض المناطق العربية.
الدكتور أحمد بن حسن الشيخ رئيس مركز دبي للتحكيم الدولي, كاتب و رجل أعمال إماراتي ناجح و متميز, المدير العام لشركة حسن بن الشيخ للصناعات التي تعمل في مجال الطباعة و النشر منذ عام 1966 و أيضا في مجال العقارات في دولة الإمارات و بدأ العمل في الشركة منذ عام 1984... ترأس مناصب عديدة في القطاع الحكومي و الخاص.
يحمل الدكتورأحمد بن حسن الشيخ دكتوراه في الاقتصاد من جامعة كوفنتري من بريطانيا ، و ماجستير في الإقتصاد من جامعة دوندي في بريطانيا ، وبكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة الإمارات العربية المتحدة.
Comments