التخاطر الذهني وقانون الجذب وتوارد الأفكار..ماهي؟
- بسمة الجندلي، رئيسة التحرير
- Sep 8, 2020
- 6 min read
قانون الجذب و التخاطر أو مايسمى بتوارد الأفكار تعتبر نوعاً من الإدراك فوق الحسي فماهي هذه القوانين من وجهة نظر العلم، وهل من الممكن التحكم بها وممارسته بشكل إرادي؟ أم يجب تعلمها؟ و هل من الممكن التخاطر الذهني والقدرة على اتصال عقلين بشريين دون اتصال لفظي أو حسي.

أولا سنتحدث عن مفهوم قانون الجذب و الذي يعني هو أن يَجذب الإنسان إلى حياته كل ما يهتم به و يقوم بالتركيز عليه سواء كان الذي يريده سلبياً أم إيجابياً"، وهذا ينطبق على الكلام الذي ينطقه الإنسان بشكل يومي.
وآلية عمل قانون الجذب أنّه يستجيب لما يستجيب له العقل، أي عندما يُسمِع الإنسان نفسه عبارات معينة أو يفكر بأفكار معينة فإنّه في حقيقة الأمر يعطي الانتباه والطاقة لما يريد أو لا يريد، وعليه فإنّ على الإنسان أن ينتقل من التفكير و الكلام السلبي إلى الإيجابي، كأن يقول إهدأ بدلاً من لا تخف، وبدل عبارة لا تنسَ، يجب أن يقول تذكر أن.
و يقول علماء النفس أن المشاعر الإيجابية والسلبية لا تستطيع شغل الذهن في آنٍ واحد، فإما تشغلهُ هذه أو تلك، ومن هذا المنطلق على الإنسان أن يركز على الإفكار و المشاعر الإيجابية دائما و إن فعل هذا ستتغير حياته للأفضل، و يمكن فعل هذا من خلال احتفاظ الإنسان بروح المرحة، وعقل منفتح.
إن الإنسان كائنٌ حيوي و نشيط، وباستطاعته العمل بطاقةٍ لا نهائيةٍ وبشكلٍ متواصل، وأي إنجازٍ يقوم به الفرد، فذلك نتيجة جذب الفرد لهذا الشيء إلى حياته، بطريقةٍ أو بأخرى، كأن ينجذب عن طريق الصور التي يحتفظ بها في عقله، فمجرد تفكير الإنسان بالشيء واستحواذه على أفكاره ينجذب إليه. و لذلك على الإنسان أن يتعلق بالأفكار الجيدة، التي تُحدد ما يُريده من هذه الدنيا من أهداف، وأن يجعل هذه الأفكار في غاية الوضوح.

أنت تصبح ما تفكر به ، ولكن يمكنك أيضاً أن تفكر بما تريد أن تصبح لذلك لا تفكر في ما لا تريد، ولا تسهب في الحديث عن الحوادث الماضية، لأنك إذا كنت تفكر فقط في كل الأشياء السيئة التي حدثت لك، أو الأشياء السيئة التي كنت تتوقع أن تحدث لك، فأنت "تفكر فقط في إمكانية حصول الأشياء السيئة ، والتي أنت تخاف حدوثها ، إن التفكير أشياء مثل، "أنا لا أريد أن يحدث هذا ..."، أو "هذا لن يحدث ..."، أو "هذا هو ما يحدث الآن، ولكن ذلك لن يحدث مرة أخرى ..." غير مقبول ، فأنت بهذا لا تدفع الظروف السيئة بعيداً، أو تمنعهم من الحدوث.، إذا كان أي شيء،يحدث فأنت في الواقع تجذب الظروف السيئة لك ، قانون الجذب يرى أن يجب أن تفكر بما تريد ، وليس حول كيفية منع حدوث ما لا ترغب في حدوثه ، مجرد أن تفكر في ذلك، سوف يعطيك قانون الجذب كل ما أنت تفكر به .
المشاعر الإيجابية هي سر النجاح لأن المشاعر هي وراء الأفكار ،ولن تكون ناجحاً إذا لم تكن قادراً على تعرف كيفية التعامل ،مع المشاعر السيئة إلى مشاعر طيبة ، إذا كنت تشعر بالعواطف الجيدة مثل السعادة والحب والإثارة، والإمتنان، والعاطفة، والفرح والأمل والرضا، فإن أفكارك ستكون إيجابية والأمور الإيجابية سوف تحدث لك ، ولكن إذا كنت تشعر بالعواطف السيئة مثل الغضب والخوف والإستياء والإكتئاب والكراهية والإنتقام، والشعور بالذنب، فإن ذلك سوف يكون عند أفكاراً سلبيةً والأمور السلبية سوف تحدث لك ، إذا كنت تشعر بتلك المشاعر الجيدة والإيجابية ومع ذلك فإن شيءاً سلبياً يحدث لك، عليك أن تكون قادراً على التحكم في العواطف وعدم السماح لهذا الشيء السلبي الذي يحدث لك، أن يؤثر في عواطفك.
معنى التخاطر
التخاطر هو توارد الأفكار وانتقالها من عقل إلى آخر دون وجود وسط حسي بينهما، أي انتقال الأفكار والعواطف والتخيلات بين شخصين، الأول يطلق عليه مرسل والآخر مستقبل بوسيلة تفوق الوسائل الحسية والحواس المعروفة.
ويعتبر التخاطر من أرقى أنواع التفكير الذهني لأنه يخاطب العقول بوسيلة أخرى خارج نطاق الحواس المعروفة، وتشير بعض الدراسات أننا نستطيع فهم ما يدور في عقول الآخرين وفهم نوايا ومشاعر الآخرين بسبب وجود خلايا عصبية لدينا تعمل كمرآة تلقائياً.

التخاطر من الناحية العلمية
من وجهة نظر علمية ما زال التخاطر أمراً مبهماً إلى حد بعيد، وبما أن العلم لم يقدم تفسيراً منطقياً عن ظاهرة التخاطر بين الأفراد حتى الآن فلا يمكن من أن يقر العلم بوجودها وذلك بسبب الفجوات المتواجدة بجميع التفسيرات العلمية الحالية، ومن جهة أخرى يتجادل المؤيدون في أن صعوبة إيجاد تفسير علمي للظاهرة لا يقلل من أن معظم الناس لديهم إيمان بالمفاهيم الميتافيزيقية، والمؤيدون يتمسكون بمعتقداتهم ليس لأنهم يجهلون العلم ولكن لأن العلم يتجاهل دائماً أي تجربة شخصية غير قابلة للتفسير.
أنواع التخاطر
للتخاطر أنواع منها:
التخاطر العقلي ويعني انتقال الأفكار من عقل إلى آخر ويستخدم هذا النوع مركز الحلق والمستويات السفلية من العقل، ولا يزال التخاطر الذهني العقلي نادراً حتى الآن، ومن التجارب الشهيرة على ذلك كتاب راديو العقل الذي نشره الكاتب ابتون سنكلير ويشرح فيه محاولات التخاطر العقلاني بينه وبين زوجته ماري كريغ. في أواخر عام 1920 كان سنكلير يرسم صورة ويضعها في ملف مغلق مختوم في غرفة أخرى وتقوم زوجته بمحاولة رسم نسخة مكررة من الصورة من خلال التخاطر الذهني، وفي عام 1930 عندما نشر سنكلير الكتاب الذي يشرح محاولاته في التخاطر العقلي كان معدل دقة ماري كريغ في التخاطر مع زوجها مثيراً للإعجاب والاستغراب بالنسبة للناس وللعلماء ويعتبر كتاب راديو العقل خطوة مهمة في دراسة التخاطر.
التخاطر الروحاني و يسمى التخاطر من الروح إلى الروح هو أعلى شكل من أشكال التخاطر، ويصبح متاح فقط عندما يتمكن الإنسان من الربط بين العقل والدماغ والروح، ومن ثم يصبح قادراً على الانتقال بين العالم المادي والروحي، كما يعتقد أن معظم المبدعين والمفكرين الذين لديهم القدرة عل الدخول إلى الجوانب الخفية من الروح تميزوا بالقدرة على هذا النوع من التخاطر الروحي.
التخاطر الغريزي: إذا كان لابد من ترتيب أنواع التخاطر على شكل هرمي فإن التخاطر الغريزي يقبع في قاعدة هذا الهرم، و هذا النوع من التخاطر بارز بدرجة كبيرة في عالم الحيوان وأيضاً بين الإنسان والحيوان.فمن أبرز الملاحظات المتعلقة بهذا النوع من التخاطر قدرة الحيوانات الأليفة على الشعور بوصول صاحبها حتى وإن عاد إلى المنزل بأوقات عشوائية وبوسائل مختلفة، حيث قدم عالم الأحياء روبرت شيلدرايك نظريته عن التخاطر الطبيعي أو الغريزي في كتابه (الحيوانات التي تعلم أن أصحابها قادمون إلى البيت)، وذلك من خلال دراسة سلوك مجموعة من الحيوانات الأليفة عندما يقترب أصحابها من الوصول إلى المنزل مع تغيير المواعيد ووسائل النقل. ويعتقد أن هذا النوع من التخاطر يلعب دوراً كبيراً في رحلات الهجرة التي تقوم بها الحيوانات عبر آلاف الكيلومترات، وفي الغالب يكون التخاطر الغريزي واضحاً عندما يصبح الفرد قادراً على معرفة مشاعر واحتياجات فرد آخر بالرغم من بعد المسافات بينهم، وينتشر هذا النوع بين الأشخاص الذين تربطهم علاقة عاطفية قوية مثل الإنسان وحبيبته والآباء والأبناء والرجل وزوجته.

علامات التخاطر
يعتقد معظمنا أن التخاطر مهمة صعبة وأن قليلاً من البشر هم من لديهم القدرة على فعل ذلك، وصحيح أن البشر يمكنهم تطوير قدراتهم فيما يتعلق بتوارد الأفكار (التخاطر) ولكن يبقى للفروق الفردية دور مهم في إتقان التخاط.
من علامات التخاطر سهولة تخيل عواطف ومشاعر الآخرين، يمكن وصف تلك الخاصية بالعاطفة أيضاً، حين يكون لديك القدرة على فهم مشاعر وعواطف الآخرين في الوقت الذي يعجزون عن وصف مشاعرهم بالكلمات.
الشعور بالطاقات الروحية حولك من الأحباء والغرباء, وتشعر أيضاً بمزيد من الجاذبية تجاه القوى الروحانية وتشعر بأنك تريد معرفة المزيد عن تلك القوى.
زيادة الإحساس الخاص بك (الحدس)، تشعر بالأشياء قبل حدوثها، ويبدو ذلك مخيفاً بالنسبة لك ولكن لا بأس فإن الأشياء التي سوف تحدث ستحدث ولا يمكنك فعل أي شيء حيال ذلك، وعليك أن تثق بحدسك عندما تريد زيادة قدرات توارد الخواطر لديك.
كيفية ممارسة التخاطر ومراحل إرسال الرسالة عبر التخاطر
في البداية قبل ممارسة التخاطر وإرسال رسالة عبر التخاطر لا بد أن يكون المرسل والمستقبل على يقين تام بوجود ظاهرة التخاطر، ومن ثم الاستماع إلى صوت الضوضاء البيضاء من خلال سماعات الرأس، وارتداء نظارات سوداء، والابتعاد التركيز عن الحسيات المادية، وذلك للتركيز بشكل أكبر على إرسال الرسالة، ويمكن إتباع الخطوات التالية وذلك لتركيز الأفكار قبل إرسال الرسالة.
ممارسة التأمل وذلك أثناء ارتداء الملابس الواسعة والجلوس في وضع منتصب ومريح ، وممارسة الشهيق والزفير ببطء، ومحاولة التخلص من الأفكار السلبية غير المرغوب بها وطردها من داخل الجسم، وبمجرد الوصول إلى التركيز والهدوء المطلوبين يصبح الشخص قادراً على إرسال الرسالة عبر التخاطر وينطبق الأمر نفسه على مستقبل الرسالة.
ممارسة تمارين اليوغا لمدة 15-20 دقيقة يومياً وذلك لتعزيز التركيز الذهني وتخيل مغادرة التوتر للجسم، وذلك بالقيام بالاسترخاء ومد الذراعين والأرجل والظهر مع ممارسة الشهيق والزفير ببطء.
مراحل إرسال الرسالة الذهنية
-في البداية لابد من تخيل الشخص المستقبل للرسالة وذلك عن طريق إغماض العينين واستحضار صورته بكل تفاصيله كلون العينين والشعر والبشرة ووزنه وطول شعره وطريقة جلوسه أو وقوفه، ويطلب نفس الأمر من قبل المستقبل.
تخيل الشعور الذي يشعر به المرسل عندما يتواصل مع المستقبل وجهاً لوجه والاعتقاد في حدوث هذا التواصل بشكل فعلي.
التركيز على شيء بسيط مثل غرض قريب من المرسل والتركيز بشكل كامل عليه وعلى كل تفاصيله والشعور الذي يولد لدى المرسل عند لمسه، مثلاً ممكن أن تتخيل تفاحة وتخيل الشعور المتولد لدى المرسل عند تناولها.
تخيل انتقال ذلك الشيء من عقل المرسل إلى عقل المستقبل، وذلك بعد تشكيل صورة عقلية كاملة له، وتخيل المرسل وجهاً لوجه، ويتم التلفظ بالكلمة التي تم التفكير فيها كالتفاحة مثلاً، وتخيل نظرته عند استيعاب ما تم قوله له، ثم بعد ذلك تجنب التفكير في الرسالة المرسلة بعد إرسالها.
Comments