top of page

الإمارات وإسرائيل وأهمية التطبيع بينهما من أجل السلام في المنطقة الخليجية والعربية والعالم

  • Writer: Bassma Al Jandaly, Editor In Chief
    Bassma Al Jandaly, Editor In Chief
  • Aug 16, 2020
  • 3 min read

Updated: Aug 20, 2020




الموضوع الساخن والمهم في جميع أنحاء العالم الآن هو اتفاق الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل على إقامة علاقات رسمية على جميع المستويات و ذلك من خلال إقامة علاقات دبلوماسية كاملة وتبادل السفراء.


إنه حدث تاريخي في يوم تاريخي تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات و هو خطوة دبلوماسية مهمة إلى الأمام للمنطقة الخليجية و العربية و العالم عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن دولتي إسرائيل والإمارات قد توصلا إلى اتفاق لإقامة علاقات دبلوماسية و رسمية بينهما. لا يخفى على المتابع السياسي لشؤون المنطقة أن توصل إسرائيل والإمارات إلى اتفاق تاريخي يمكن أن يعيد تنظيم خريطة المنطقة على نطاق واسع ، حيث اتفق الجانبان على التطبيع الكامل لعلاقاتهما على كافة المستويات و ذلك مقابل أن تقوم إسرائيل بتعليق ضم أراضي الضفة الغربية, و لا يخفى علينا أنه إذا لم يتوقف هذا المشروع الإسرائيلي فإنه سيقضي على آمال الفلسطينيين في قيام دولتهم المرجوة.


إن فتح العلاقات بين إسرائيل و الإمارات هو أمرا مهما هو بالفعل و ذلك لأنه تم الإتفاق على وقف خطة ضم أراضي الضفة الغربية و إسقاطها من الأجندة الإسرائيلية و نعلم أنه و على الرغم من أن الدبلوماسية الفلسطينية و مساعيها بمساعدة من الأردن ومصر ودول عربية وأوروبية أخرى تمكنت من خلق إجماع دولي ضد خطة الضم ، إلا أن التهديد ظل مستمرا نظرًا لأن إدارة ترامب ظلت منفتحة على الفكرة واستمر نتنياهو بوضعها بعين الإعتبار كأمر مهم و ضروري سياسياً.

و لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو قال إنه قد "أجل" خطط ضم الضفة الغربية ، لكن هذه الخطط لا تزال مطروحة على الطاولة و لم يقم بإلغاء الفكرة فهل ستنجح مساعي الإمارات بهذا الصدد هذا ما سنراه لاحقا. وأضاف نتنياهو أن إسرائيل ستتعاون مع الإمارات في تطوير لقاح ضد فيروس كورونا ، وفي مجالات الطاقة والمياه وحماية البيئة والعديد من المجالات الأخرى.


الآن ، بعد هذا الإتفاق بين الامارات و إسرائيل فقد التزمت إسرائيل بتجميد الضم إلى أجل غير مسمى و لكنها لم توقف مشروع الضم، وهو التزام قطعته ليس فقط على الإمارات ولكن الأهم من ذلك قطعته اسرائيل إتجاه ترامب. أيضًا بعيدا عن أهمية وقف مشروع ضم الاأراضي الفلسطينية لإسرائيل فقد أظهر التاريخ أن الدول العربية التي لها علاقات مع إسرائيل - وتحديداً مصر والأردن - جعلت تعزيز المصالح الفلسطينية أكثر فاعلية ويرجع ذلك جزئيًا إلى المحادثات المباشرة التي تحدث مع إسرائيل و هذا بالفعل أفضل من القطيعة التامة التي لن تعود بفائدة على أحد, و إسرائيل كما نعلم لا تريد أن تفقد علاقاتها مع هذين الجارين. والإن من المؤكد أنه ستكون الإمارات إضافة قيمة وفعالة تهدف إلى حماية المصالح الفلسطينية مع إسرائيل ، خاصة أنها توسع الحوار العربي الإسرائيلي إلى منطقة الخليج ذات الأهمية الاستراتيجية.


ويرى مراقبون أن تعثرعملية السلام العربية الإسرائيلية منذ سنوات عديدة دفعت بهذه العملية إلى حالة من الفراغ حتى كادت أن تموت ودفعت إلى تشديد و نصلب المواقف بين الفلسطينيين والإسرائيليين و فقدان المزيد من الإرواع و زعزعة أمن و إستقرار المنطقة العربية بالإضافة إلى حدوث حالة اليأس لدى العديد من الفاعلين الدوليين والإقليميين من إمكانية حدوث أي تقدم بين الجانبين. لقد كانت خطة ضم أراضي الضفة الغربية السيئة قد وضعت حداً لأي احتمالات للتقدم في عملية السلام بين فلسطين و إسرائيل ، لأنها كانت ستجعل فلسطين المستقبل غير قابلة للحياة. يمكن لهذا التطور من تعزيز العلاقات بين الإمارات و إسرائيل أن يخلق نافذة أو طريق لبدء جعل العرب أكثر تأثيرًا على إسرائيل في أي تطورات مستقبلية.


وقال الرئيس الامريكي ترامب في بيان مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو و الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي ، إنهما يأملان في أن "يؤدي هذا الإتفاق التاريخي إلى دفع عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط". وأضاف البيان المشترك أنه نتيجة لهذا الاتفاق ، ستعلق إسرائيل خططها لضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية الى إسرائيل. و نحن نعلم أن إسرائيل لم تكن تقيم سابقا أي علاقات دبلوماسية مع دول الخليج العربي. على صعيد أخر لهذا الإتفاق أهمية بسبب المخاوف المشتركة بشأن نفوذ إيران الإقليمي و محاولة إمتدادها و سيطرتها على المنطقة العربية, و إسرائيل ، مثل العديد من دول الخليج العربي و دول الوطن العربي، قلقة من طموحات إيران وتعتبرها قوة تزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط. و نعلم أن إيران متورطة حتى النخاع و بشكل مباشر في النزاعات في سوريا والعراق ، وهي تدعم المتمردين الحوثيين في اليمن ، والجماعات المسلحة مثل حزب الله في لبنان والجهاد الإسلامي في فلسطين. ونعلم أن هذا الاتفاق هو الثالث في عملية التطبيع بين إسرائيل والدول العربية منذ إعلان دولة إسرائيل عام 1948 فقد كانت مصر أول دولة عربية وقعت أول اتفاقية ثنائية لها مع إسرائيل عام 1979 ، وتلاها الأردن عام 1994.

من المهم أيضا التأكيد على أهمية إقامة إسرائيل والإمارات اتفاقيات في مجالات الاستثمار والسياحة والرحلات المباشرة والأمن والاتصالات والتكنولوجيا والطاقة والرعاية الصحية والثقافة والبيئة ، بالإضافة إلى إقامة علاقات متبادلة. السفارات و ذلك لصالح البلدين إقتصاديا.


و لاقى هذا الاتفاق ترحيبيا عالميا لأهميته فقد رحبت الأمم المتحدة ودول غربية كبرى بالخطوة الإماراتية الإسرائيلية التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس من البيت الأبيض.

Comments


bottom of page