الإتفاق الثلاثي...
- الدكتور أحمد بن حسن الشيخ كاتب و رجل أعمال
- Aug 23, 2020
- 3 min read
Updated: Aug 24, 2020

بقلم *الدكتور أحمد بن حسن الشيخ-
جميعنا سمعنا عن الإعلان الذي تم الإتفاق عليه بين كل من أمريكا والإمارات وإسرائيل .. وكانت تأتيني أسئلة "لماذا لا تكتب في هذا الموضوع وهل هذا يعني أنك ضده أم معه"
لست مكن يتكلم في السياسة فهذا ميدان له فرسانه ولست أحدهم و لكني سأحاول أن أكتب ما أعرف.
كمسلم أعرف أن هناك وعداً من الله بقيام دولة إسرائيل فقد قال تعالى : (وَقَضَیۡنَاۤ إِلَىٰ بَنِیۤ إِسۡرَ ٰۤءِیلَ فِی ٱلۡكِتَـٰبِ لَتُفۡسِدُنَّ فِی ٱلۡأَرۡضِ مَرَّتَیۡنِ وَلَتَعۡلُنَّ عُلُوࣰّا كَبِیرࣰا) أي أن اليهود ستقوم لهم دولتين. ثم أكملت الآية (فَإِذَا جَاۤءَ وَعۡدُ أُولَاهُمَا بَعَثۡنَا عَلَیۡكُمۡ عِبَادࣰا لَّنَاۤ أُو۟لِی بَأۡسࣲ شَدِیدࣲ فَجَاسُوا۟ خِلَـٰلَ ٱلدِّیَارِۚ وَكَانَ وَعۡدࣰا مَّفۡعُولࣰا) وذلك ليبين لنا صفات عباده الذين يسترجعون الأرض وصفاتهم: "عباد لنا" أي مؤمنون إيمان تام والصفة الأخرى "أولي بأس شديد" أي لهم قوة في الأرض, وجاء بعد تلك الآية (ثُمَّ رَدَدۡنَا لَكُمُ ٱلۡكَرَّةَ عَلَیۡهِمۡ وَأَمۡدَدۡنَـٰكُم بِأَمۡوَ ٰلࣲ وَبَنِینَ وَجَعَلۡنَـٰكُمۡ أَكۡثَرَ نَفِیرًا) وهو قيام دولة إسرائيل الحالية .. وأكملت الآية التي تليها ب (فَإِذَا جَاۤءَ وَعۡدُ ٱلۡـَٔاخِرَةِ لِیَسُـࣳۤـُٔوا۟ وُجُوهَكُمۡ وَلِیَدۡخُلُوا۟ ٱلۡمَسۡجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةࣲ وَلِیُتَبِّرُوا۟ مَا عَلَوۡا۟ تَتۡبِیرًا).
وهذا وعد من الله بزوال دولة إسرائيل شاء من شاء وابى من ابى وذلك بالغلبة عليهم ..ولكن بالصفات التي ذكرها الله في بداية الآيات وهذا أمر لا ينكره إلا كافر..السؤال المهم متى يأتي ذلك اليوم؟!
ما ذكرته أعلاه وعد من الله بقيام دولة اليهود مرتين ومع هذا القيام في المرتين يأتي الفساد فقيام دولة إسرائيل أمر محتوم لا نستطيع تغيره وعلينا التدبر في بقية الآيات وهذا ما علينا العمل والتفكر به.
الإتفاق التاريخي الثلاثي الذي تم الإعلان عنه فيه أمور يعتقد البعض بأنها سلبية وهناك أمور إيجابية الأمور التي يعتقد البعض بأنها سلبية و هي التنازل عن الحق الفلسطيني وهذا أمر مردود عليه في نقطتين:
في الوقت الراهن الإتفاق حفظ ما يساوي 30 بالمائة من الأرض الفسطينية من ضمها إلى إسرائيل.
لا يمكن لأي شعب أو حكومة التنازل عن حق شعب أخر مهما بلغت تلك القوة أو العلاقة.
فخذ مثلاً .. جنوب أفريقيا كانت تحت الاحتلال الغربي لمدة تزيد عن القرن ثم تم حكمها من خلال البيض لأكثر من نصف قرن وبتصميم شعبها تم استعادة الحكم للشعب الأصلي في عام 1994 بوصول نيلسون مانديلا حاكماً أسود البشرة لأول مرة لسُدة الحكم رغم الدعم للدولة العنصرية من قبل المجتمع الدولي .. وحكم قوة السلاح لتلك الدولة.
لذلك لا يمكن التنازل عن شبر من الأراضي الفلسطينية إلا إذا تنازل عنها الفلسطيني نفسه عنها وهذا أمر لا أعتقد بصيرورته "فالأرض عرض" كما يقول المثل الشعبي في كل الأراضي العربية.
والأمور الإيجابية التي تم الإعلان عنها
الصلاة في المسجد الأقصى لكل المسلمين وقد نسي المتاجرون بالقضية بأن الفلسطيني من المسلمين وهو يُمنع من الصلاة في الأقصى وبهذا الإتفاق أصبح يمكنه الصلاة في المسجد الأقصى.
المحافظة الوقتيه على 43 بلدة كانت من خطة الضم الإسرائيلية .. والتي يقطنها 112 الف فلسطيني .. مما يعني تشرد 112 الف فلسطيني لو تم الضم حالياً.
استمرارية قيام الدولة الفلسطينية (حتى يأتي الله بأمره).
استمرار القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين.
والأهم قطع الطريق على المتاجرين بالقضية .. مثل حماس وقطر وحزب الشيطان وإيران وتركيا .. ومن على شاكلتهم من الأفراد والمنظمات.
هذه ما سمعناه من نقاط من خلال ما تم الإعلان عنه.
بمراجعة الواقع العربي إذا كنا أُمناء مع أنفسنا .. فنعلم أن الواقع الذي نعيشه مرير لأننا لسنا على قلب رجل واحد ونعلم أن هناك من يتاجر بالقضية الفلسطينة ومتاجرته مربحة في "الدنيا" كلنا نعلم من هم وللأسف الشديد هؤلاء ابواقهم لها صدى أوسع وهم من ضيع الأمة.
أما عن من يسألني هل ستزور الأقصى فأقول وبكل ما أتاني ربي من قوة نعم سوف أصلي في الأقصى بإذن الله وهو أسير أملاً أن أصلي فيه بعد فك أسره إذا أعطاني ربي العمر والذي يسألني هل ستزور إسرائيل للسياحة أقول نعم سوف أزور فلسطين وأتعرف على طيبة أهلها وطبيعة قراها وكل ما هو جميل فيها.
أما عن من يسألني لم لا نراك تضع علم إسرائيل أو صورة نتن ياهو فأقول هم بالنسبة لي مغتصبين للأرض ولن يستمروا وهذا ما بشرنا به القرآن.
*الدكتور أحمد بن حسن الشيخ رئيس مركز دبي للتحكيم الدولي, كاتب و رجل أعمال إماراتي ناجح و متميز, المدير العام لشركة حسن بن الشيخ للصناعات التي تعمل في مجال الطباعة و النشر منذ عام 1966 و أيضا في مجال العقارات في دولة الإمارات و بدأ العمل في الشركة منذ عام 1984... ترأس مناصب عديدة في القطاع الحكومي و الخاص.
يحمل الدكتورأحمد بن حسن الشيخ دكتوراه في الاقتصاد من جامعة كوفنتري من بريطانيا ، و ماجستير في الإقتصاد من جامعة دوندي في بريطانيا ، وبكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة الإمارات العربية المتحدة.
Comments