إيران و الخليج
- بسمة الجندلي، رئيسة التحرير
- Aug 12, 2020
- 4 min read
Updated: Aug 14, 2020
تصاعد حدة التوترات بين ايران و الولايات المتحده الامريكية يزيد من فشل ايران في مساعيها لكسر الحصار الأقتصادي المفروض عليها من قبل الغرب. ايران لم تجعل من أطماعها في منطقة الخليج العربي سرا يخفى على احد فهي تحاول أن تجعل من الخليج العربي منطلقا لتحقيق أطماعها الإقتصادية و السياسية و الإستراتيجية و ذلك من خلال ممارساتها و تدخلاتها في المنطقة حيث تسعى إلى تأجيج الصراع في منطقة الخليج و باقي المنطقة العربية ، وهي تفعل ذلك منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979، الثورة التي تحاول تصديرها للدول المجاورة والتأثير على شعوب المنطقة و السعي للإخلال بوحدة النسيج الإجتماعي لشعوب المنطقة والتدخل في شؤونهم الداخلية والخارجية
وفي اشارة الى تكوين دول الخليج العربي الجغرافي وثرواتها الطبيعية من الغاز و النفط و غيرها بالإضافة لتجربتها السياسية والتاريخية، وكذلك البنى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لهذه المنطقة جعل لها خاصية مختلفة تميزها عن باقي دول المنطقة، ونتيجة لهذه الخاصية المميزة لهذه الدول، يواجه الخليج العربي العديد من التحديات التي تسببها اطماع إيران والتي تصل إلى درجة تهديد أمن الخليج العربي واستقراره
تلعب ايران دور واضح ومباشر في زعزعة الأوضاع الإقليمية التي يشهدها الخليج العربي اليوم والتي بدأت في في أعقاب الثورة الإيرانية مباشرة وذلك بسبب الإختلاف الجذري بين النظام السياسي والاجتماعي لدول الخليج، وأنماط السياسة الخارجية العدوانية لإيران والذي ينتهجها قادتها الدينية و السياسية . في دول الخليج العربي توجد أنظمة ترتكز على الارتباط بالقبيلة والأسرة ولها عادات وتقاليد قوامها التمسك بالإسلام الصحيح, وأيضا تعتمد على نظام اقتصادي واجتماعي تسوده الحرية الفردية وحرية العمل التجاري للأفراد و المؤسسات سواء في الداخل أوالخارج، وتعتمد دول الخليج على نمط من العلاقات الخارجية المميزة مع كافة دول وشعوب العالم وتسير على مبادئ راسخة تؤكد على نبذ الإرهاب والعنف بكافة أشكاله . ورغم ما تمارسه إيران من ابتزاز ورغبة في الهيمنة السياسية والسيطرة الاقتصادية والاستيلاء على أراضي الغير، فإن دول الخليج العربي المعنية مازالت تتعامل مع ذلك بالحكمة والطرق الدبلوماسية لمواجهة اطماع ايران في المنطقة.
و خلاصة القول هنا أن إيران لم تبني لها علاقات جيدة لا مع دول الجوار ولا دول العالم كما أنه ليس لإيران الحلفاء الدوليين مثل حلفاء الإمارات و السعودية و البحرين و الكويت كما أن إيران ليست دولة ذات ثقل عالمي بالرغم من محاولة ايران المستمرة الى بسط نفوذها عن طريق دعم الميليشيات والجماعات الارهابية والمذهبية ومحاولتها بسط نفوذها الى منطقة القرن الافريقي والتحكم في مضيق هرمز وباب المندب للتحكم في طرق التجارة العالمية.
. إيران تدعم الأقليات الموجودة في منطقة الخليج و المنطقة العربية ككل كدعمها لحزب الله في لبنان و الحوثيين في اليمن و حزب الدعوة في العراق و الأقليات الشيعية في البحرين و المنطقة الشرقية في السعودية و تفعل هذا من خلال ذراعها القوي داخل إيران و هو الحرس الثوري, مما يجعل وجود إيران خطرا وتهديدا للأمن والسلام وأيضا وجود إيران يؤثر على العلاقات بين دول الجوار حيث أنها تقف عائقاً دون تحقيق السلام ، بل هي تسير في اتجاه معاكس تماما و لطالما إتبعت دول الخليج العربي سياسات خارجية قائمة على تحقيق السلام لتحقيق علاقات حسن جوار بعقدها اتفاقيات ومعاهدات ثنائية في ما بينها وبينها وبين دول الجوار بما في ذلك إيران التي ما برحت تتعمد الإخلال بهذه الاتفاقيات وعرقلتها كلما وجدت إلى ذلك سبيلًا و الأن تحالفت إيران و قطر و تركيا من أجل تهديد أمن المنطقة و استقرارها.و أيضا من أخطار إيران أنها تسعى الى احتلال اليمن و لكنها لا تستطيع و لذلك جاءت بالحوثيين ليقومو بالحرب عنها تحت ما يسمى حربا بالوكالة لان ايران ان تدخلت بنفسها ستكون بمواجهة مباشرة مع دول التحالف و هذا ما لا تستطيع القيام به ومن المؤكد أن الحكومة اليمنية سيكون لها سيطرة على اليمن عاجلا و اجلا بمساعدة قوات التحالف و ستحقق السلام في اليمن رغم محاولات ايران عرقلة عملية السلام في اليمن.
إن البرنامج النووي الإيراني الذي تم إطلاقه في خمسينيات القرن الماضي بمساعدة من الولايات المتحدة الأمريكية كجزء من برنامج ( الذرة من أجل السلام ) هو ذلك التوجه القائم في إيران لامتلاك عناصر القوة الشاملة و امتلاك قدرات نووية قد تتحول في المستقبل لأغراض عسكرية ، وتحاول أن تستخدمه من اجل السيطرة في المنطقة لتصبح قوة إقليمية وهذا بالتأكيد يخلق خللا في أمن منطقة الشرق الأوسط و منطقة الخليج العربي. بالإضافة لهذا تمتلك إيران برنامج منظومة متكاملة للصواريخ البعيدة و القصيرة المدى و هذا يشكل خطر و تهديد مباشر على المحيط الدولي و الإقليمي..
أن الموقع الجغرافي و الإستراتيجي لإيران و قوتها البحرية و سيطرتها على مضيق هرمز و عرقلتها التجارة الدولية و صندوق النقد الدولي أيضا يؤثر سلبا على استقرار منطقة الخليج و دول الخليج العربي التي طالما كانت تنتهج سياسة خارجية تتماشى مع مبادئها وأهدافها، التي تصب في خانة تحقيق السلام والأمن إيماناً منها بأن السلام عامل مهم في تحقيق الاستقرار الخليجي والعربي والعالمي.
لقد حققت دول الخليج نهضة على كافة الصعد، التي لم يتح أو يتوافر للشعب الإيراني المغلوب على أمره حتى الشئ اليسير منها، فكانت النتيجة هي ما يحدث الآن في إيران من مظاهرات واحتجاجات وقمع وقتل واعتقالات، إخفاء للحقيقة للحقائق وتضليل للرأي العام العالمي بأن الأوضاع هادئة و مستقرة في حين أن الحقيقة في الداخل الإيراني تشير إلى عكس ذلك.
إيران ما بعد الشاه أصبحت تحمل الفكر المذهبي الأيديولوجي الإثناعشر الذي هو تاريخيا معاديا لمعتقدات شعوب المنطقة و تحاول ايران خلق مناطق ايديولوجية في المنطقة و نشر نفوذها و معتقداتها و لا يخفى علينا علاقة إيران مع حزب الإخوان المسلمين المتطرف و هذا إتضح جليا عندما وصل الإخوان الى سدة الحكم في مصر مع رئيس مصر المخلوع محمد مرسي و الذي كان اول رئيس مصري يزور إيران و يساند مواقفها التوسعية في المنطقة. . إن ما فعلته إيران من سعيها الى زعزعة أمن المنطقة الخليجية و أيضا زعزعة أمن و نشر الفوضى في البلاد العربية الأخرى كسوريا و لبنان و العراق ونشر الفوضى في البحرين و اليمن و مصر هو فعل قد عجزت إسرائيل عن فعله في هذه المناطق . بينما السعودية و قوات التحالف حدت من مخططات ايران و كانوا راس الحربة لمواجهة ايران و لكن هذا لا ينفي انه من الضروري و المصيري أن يكون أمن منطقة الخليج العربي أمنا دوليا و على دول العالم أن تقوم بمسؤلياتها للحفاظ على امن الخليج لان مصالح العالم تصب في منطقة الخليج لأهمية و حساسية المنطقة لوجودها في طرق التجارة الدولية و أيضا يوجد بها 60 بالمائة من إحتياط النفط في العالم. يجب أن تكون هناك مسؤولية دولية تشارك دول الخليح في الحد من اطماع ايران في زعزعة أمن المنطقة لحماية التجارة الدولية ومصالح الخليج والدول الغربية المشتركة.

Comments